يقول ديفيد ماكلاند وهو عالم نفساني وخبير في الدوافع الذاتية بأن هناك ثلاثة مقومات للتغيير.
فالشخص لكي يتغير يجب أولاً
أن يعرف كيفية التغيير وأن تكون لديه الرغبة في التغيير وألا يكون هناك شيء يمنعه من ذلك. فإذا لم يعرف الشخص كيف يجري التغيير فهذه مشكلة تتعلق بالتدريب. وإذا لم يكن يرغب في التغيير بهذه المشكلة ترتبط بالدوافع الشخصية وإذا كان هناك ما يمنعه من التغيير فهذه مشكلة تتعلق بالنظام الذي تعيش فيه والبرمجة اللغوية العصبية تقدم عدة تقنيات تساعد الناس على إحداث التغيير. لكي يحدث التغيير يجب على الشخص أن تكون لديه الرغبة في التغيير.
ما الذي تشتمل عليه الرغبة في التغيير؟
إن الناس يرغبون في التغيير عندما يساعدهم التغيير على تحقيق أو الحصول على شيء يريدونه وليس متاحاً لم يتغيروا ووفقاً لمفهوم البرمجة اللغوية العصبية فإن الناس أما أن يعملوا تجاه هدف معين أو يحاولون تفادي ما لا يرغبونه.
يعملون تجاه ما يريدونه ويتجنبون ما لا يريدونه ولكن ...
ما هي تلك الأشياء التي يعملون تجاهها أو يتجنبونها؟
القيم هي الأشياء التي يعمل الناس تجاهها أو يحاولون تجنبها (بعض المختصين في البرمجة اللغوية العصبية يسمونها بالمعايير) والقيم تعبر عن كل ما يرغبه الشخص ويضفى عليه أهمية وقيمه ونجد أن تحديد الشخص لأولويات وافضليات تساعده على شق طريقه في الحياة بسهولة ودون عناء أو صعوبة ونجد أن الناس قد يفضلون أشخاص، ظروف أو أحداث معينة على غيرها.
إذا أردت التأثير على شخص أو تغييره أو إعطائه دافعاً، يجب أن تربط التغيير الذي تريده بالقيم التي لدى الشخص سلفاً ويجب أن تعرف ما يرغبه الشخص وما يريد تجنبه وهذا الأمر هو محور اهتمام علم التنبؤ (التأثير البيئي) والذي يتعلق بمعرفة نتائج وآثار أي تغيير.
هناك قيم تكون أكثر سهولة في تغييرها من غيرها ونجد أن القيم الجوهرية من الصعب تغييرها. ولكن من السهل ربط التغيير بالدوافع. فالناس يفعلون الأشياء وفقا لمبرراتهم وأسبابهم الشخصية المرتبطة بهم.
القيم والمعتقدات والسلوكيات ترتبط بعضها البعض فالقيم تحدد ما لا يرغبه الشخص وما لا يرغبه والمعتقدات تحدد للناس الأفعال التي يجب اتخاذها لكل يحققوا ما يريدونه. إن الناس ربما يرغبون في شيء مشترك بينهم ولكنهم قد يختلفون عن بعضهم البعض في الوسيلة التي تحقق ما يرغبونه. إننا لكي نتبأ بسلوك الشخص فإننا يجب أن نعرف الوجه التي يريدها وكيفية وصوله إليها حسب اعتقاده ولتغيير سلوك الشخص من الضروري أن نغير وجهته التي يريدها أو الوسيلة التي تمكنه من الوصول إليها.
إننا جميعاً ندرك بأن الناس يختلفون في مفاهيمهم ونماذجهم للعالم وأن معظم الناس لا يدركون بأن هناك أوجه تماثل معينة بينهم في مفاهيمهم ونماذجهم للعالم. ونجد أن قيم الناس تندرج تحت عدة طوائف وأنواع مثلها مثل المعتقدات والسلوكيات.
ونجد أن الناس لديهم عادات سلوكية اعتادوا عليها بالإضافة إلى عادات في التفكير والشعور وعادات تتعلق بما يفضلونه وهذه العادات لها أنماط معينة تتحدد من خلال البرامج العليا ونجد أن البرمجة اللغوية العصبية تهتم بالبرامج العليا وتأثيرها في عملية التغيير السلوكي.
هناك نموذج أكثر له فعاليته وتأثيره في عملية التغيير وهو يركز على التركيبات العميقة وقد اكتشف هذا النموذج كلير غريفز.
الجمعة أكتوبر 16, 2009 5:53 am