الشروق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشروق

تأسيس ثقافة عملية متوازنة مع طبيعة الحياة الجديدة للمغترب العربي مع المحافظة على الهوية الثقافية واستعادة الثقة وتدعيمها للخلق والابداع وازالة الضبابية عن عيون ابناء الجالية العربية من اجل التنوير والتحليل والدعم المعرفي بكل جوانب الحياة في السويد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دورة القلق الإجتماعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Helme Alsaade
Admin
Helme Alsaade


المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 14/10/2009

دورة القلق الإجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: دورة القلق الإجتماعي   دورة القلق الإجتماعي Emptyالجمعة أكتوبر 16, 2009 3:56 am

ماذا أفعل إذا تورد وجهي خجلا ؟
ماذا أفعل إذا لاحظ الآخرون أني منفعل ؟ وماذا سوف يعتقدون عني ؟
ماذا أفعل إذا أصبح عقلي غير قادر فجأة على تذكر أي شيء وكنت غير قادر على الرد على الأسئلة ؟
ماذا أفعل إذا أعتقد الآخرون أني أحمق عند استماعهم لما أقول ؟
ماذا أفعل إذا أعتقد الآخرون أني مختلف عن الجميع ؟

ماذا وماذا وماذا ............

إن كان أخي العزيز قد اشتد غضبك على الرهاب الاجتماعي ، وأصبحت في قمة الكراهية له وكنت كمن قال : لو كان الرهاب رجلا لعذبته بالرهاب ، فأعلم بأن هذه الأفكار هي السبب ، هل تصدق !!! نعم هي السبب .
ولكي تعلم صدق قولي فانظر إلى أفكارك ، وحاول أن تعرف كنهها قبل دخولك إلى موقف اجتماعي فهي لن تخرج عن ذلك بشكل كبير.
ولو تأملنا هذه الأفكار التي تجعلك تشعر بالتوتر والخجل ؛ سنراها تتفق جميعا وتلتقي بالخوف الكبير من الظهور بمظاهر النقص ، والدونية ؛ التي تشعر بها في قرارة نفسك ؛ وسبب ذلك ضعف الثقة بالله أولا وبالنفس ثانيا ، ويرجع ذلك إلى تقييمك السلبي لأدائك في المواقف الاجتماعية ؛ حيث ومع تراكم المواقف الاجتماعية السلبية لديك ؛ يتولد لديك إحساس بأن جميع مواقفك الحياتية التي تأخذ الطابع الاجتماعي سوف تمر بصور سيئة للغاية ؛ إن هذا الإحساس الذي يتولد لديك وهذه النظرة السلبية تجاه مواقفك الاجتماعية ، ستجعلك لن تستطيع السيطرة على نفسك ، ولا أن تحاول مجابهة خجلك ، بل ولن تفكر في ذلك ؛ لأنك قد حكمت على مواقفك الاجتماعية مسبقا بالفشل والسلبية ، وحكمت على نفسك بعدم نجاحها في ذلك ، الأمر الذي يجعلك تستسلم لهذا الخجل وتصاب بالانهزام منه ، وبعد ذلك يستطيع السيطرة عليك في جميع مواقفك الاجتماعية ، ويجعلك بعد ذلك تخجل من أدنى الأمور ، وتظهر علامات خجلك في أتفه المواقف ، لتقع في مخاوف جديدة ألا وهي : مخاوفك من ظهور علامات الخجل ، ومع ظهور علامات الخجل لديك في كل موقف اجتماعي يواجهك ، سيتولد لديك إحساس بأن الجميع يراقب خجلك ، ويعرف ما في نفسك ، إن هذا الإحساس يولد لديك سلوكا مضطربا يجعلك تظهر بمظهر الخجول ، والخائف ، و يجعلك تواجه صعوبة كبيرة بالظهور بالمظهر اللائق الذي تريده ، وتطمح إليه ، وبعد أن تغادر هذا الموقف الاجتماعي – طبعا سترتاح قليلا ، ولكنك ستشعر لاحقا بأن هذا الموقف كان موقفا سلبيا ، وغير ناجح ألبته ، وستشعر أيضا بأنك غاضب على نفسك ، حيث سيكون تقييمك لنفسك في ذلك الموقف الاجتماعي حتما سلبيا ، وهذا التقييم السلبي سوف يجعلك تفقد ثقتك بنفسك ، لتصاب بعد ذلك بالشعور بالنقص ، وتخشى أشد الخشية بالظهور بمظهره ، ويجعلك ذلك تصاب بالقلق ، والتوتر ، وكثرة الأفكار القلقة ؛ لتبدأ بدورة جديدة من دورات القلق الاجتماعي والتي تتضح من خلال الشكل التالي :

وللتوضيح أكثر سنضرب مثالا على ذلك :

محمد من الناس ، إنسان عاش حياة طبيعية ؛ لفترة من الزمن ، ولكن بعد مدة اعترضت حياته بعض المشاكل الشخصية ، التي أثرت عليه ، وجعلته يصاب بالتوتر ، والقلق . هذا التوتر للأسف جعله يعيش حياة بعيدة عن الناس ، وبسبب انشغاله بمشاكله ، وبهمومه ، وازدياد كمية القلق ، والتوتر لديه ؛ لم يستطع التفاعل بين أصدقائه ، ومحيطه ؛ إذ أفقدته تلك المشاكل قدرته على الاتصال ، وبعد فترة من الزمن أصبح ذا شخصيةٍ مكتئبة.
وكم كان يتألم كثيرا لعدم تفاعله مع أصدقائه ، وأصبح يسأل نفسه هذا السؤال : ما لذي جعلني أصبح هكذا ؟
أنا أشعر بالشفقة على محمد ، فقد كان في السابق شعلة من النشاط ، يضحك ، ويناقش ، ويجادل بكل ثقة ، وها هو الآن أصبح كئيباً ، منفرداً لا يستطيع حتى مشاركة أصدقائه بالضحك .
ومحمد نفسه قد شعر بهذا التغير الذي طرأ على حياته ؛ فشعر بالأسى ، والحزن ، على نفسه ، وازداد وعيه لذاته ، وأصبح خائفا أن يستمر على هذا الحال طوال عمره .
ونتيجة لمراقبة لسلوكه ، ونقده إياه بشده ، أصابه بعض التوتر ، والذي جعله لا يتصرف بطبيعته المعهودة ، لذلك كان شديد الحساسية تجاه علاقاته الاجتماعية ؛ الأمر الذي جعله يفشل في قضاء ليلة سعيدة بين أصدقائه ، ومع كثرة اللقاءات الفاشلة مع أصدقائه ، ازدادت مخاوفه ، وتوقع أن تكون جميع لقاءاته كسابقها مصيرها إلى الفشل ، وامتلأ عقله بالأفكار القلقة ، والمثيرة ، حيث أصبح يسأل نفسه قبل أي لقاء اجتماعي مثل هذه الأسئلة : ماذا لو لم أتصرف كالآخرين ؟ ماذا لو لا حظ الآخرون أني منفعل ؟ ماذا لو لم أستطع الضحك بين أصدقائي كما أريد؟؟؟؟؟؟ واستمر صديقنا محمد على هذا المنوال .
وللأسف فإنه ليس هناك أعظم خطرا على العلاقات الاجتماعية من هذه الأسئلة ؛ فهي تسبب التوتر ، والقلق ؛ اللذان هما من أسباب فشل هذه العلاقات .
وهذا ما حدث لصديقنا محمد ، حيث رأيته جالسا بين أصدقائه ، لا يكاد ينطق بكلمة ، وفقد الأمل في أن يضحك بملء فيه ، وأصبح بالكاد يستطيع مقابلة ابتسامة أصحابه بابتسامة باهته ، وظهر ما كان يخشاه ؛ حيث ظهرت عليه أعراض القلق ، والتوتر ؛ فأصبح الجميع ينظر إليه ، و يشعر بما يمر به صديقنا محمد ، ولا تسأل عن مشاعر محمد بعد أن رأى الجميع ينظر إلى توتره وانزعاجه ، فقام من مكانه واستأذن أصدقائه وذهب إلى بيته .
وقبل أن ينام أصبح يفكر في لقاء الغد مع أصدقائه ، وهل سيكون مثل لقاء اليوم ، وللأسف الشديد ظهرت عليه مرة أخرى علامات التوتر والانزعاج ، فغادر مبكرا ، و أصبح بدلا من أن يخاف من مواقفه الفاشلة ، أصبح يخاف من ظهور علامات القلق والأعراض الجسمانية .
وعاش محمد قانون الجهد المعكوس ، فأراد بكل ما أوتي من قوة أن يظهر بمظهر الطبيعي ، ولكن لم يحدث إلا العكس ، فأصبح يتعامل بصعوبة في المواقف الاجتماعية ، و لا يستطيع أن يظهر بالمظهر الذي يريده .
وضعفت ثقة محمد بنفسه ، بسبب تقييمه السلبي لأدائه في مواقفه الاجتماعية ، ومع كثرة اللقاءات الفاشلة ، ازداد يقين محمد بأن جميع مواقفه الاجتماعية سيكون مصيرها الفشل .



إذن كانت بداية محمد مع القلق الاجتماعي من :

1- مجموعة مواقف سلبية ، وفاشلة .

وبسبب كثرة هذه المواقف ، شعر باليأس ، و أصابته :

2- توقعات بأن جميع مواقفه القادمة ستكون فاشلة .

هذه التوقعات التي جاءت محمد ؛ قد خالفت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال " تفاءلوا بالخير تجدوه". فصديقنا محمد لم يتفاءل بالخير ، بل بالشر وهذا الشر يتألف من :

3- ظهور علامات القلق .

و لأن أي شخص لا يرغب بأن يظهر بمظهر القلِق ؛ فإن محمد أصابه :

4- الخوف من ظهور علامات القلق .

ولأن محمد بشر ، فقد جاهد نفسه لكي يظهر بالمظهر الذي يريد ، ولكن أصابه قانون الجهد المعكوس ، فأنقلب الأمر عليه ، وأصبحت مجاهدته لنفسه ضعيفة ؛ لأنه توقع في السابق بأن جميع مواقفه ستفشل ، وهذا التوقع أصابه بالشك ، لذا أصبح سهل الانقياد من قبل القلق الاجتماعي ، والذي أذاقه :

5- صعوبة التفاعل مع أي موقف اجتماعي

ونتيجة لصعوبة تعامله مع المواقف الاجتماعية ، فإنها في الغالب ستكون ليست محل النجاح ، وهذا أمر طبيعي لأي شخص ، يجد في أي عمل صعوبة القيام به ، فهذا صديقنا محمد خرج من ذلك الموقف الاجتماعي بــ :

6- تقييم سلبي لأدائه في الموقف الاجتماعي.

وهذه هي النتيجة النهائية لأي موقف يمر به محمد ، ليضيف محمد هذا الموقف إلى سجلات المواقف الاجتماعية الفاشلة ، ليبدأ من جديد مع دورة من دورات القلق .


هل تشعر بأن الأمر معقد قليلا ؟ نعم هو كذلك .

والسؤال الآن كيف يستطيع محمد التخلص من هذه المشكلة ؟؟؟؟؟
الأمر جد بسيط !!
وهو أن يقطع هذه الدائرة اللعينة ، بمقص من حديد .
ولكن كيف ذلك ؟؟ ومن أين يبدأ ؟؟
هل يبدأ بالتقييم الإيجابي ؟ لا ، وكيف ذلك وموقفه الاجتماعي سلبي؟
هل يبدأ بالتفاعل الاجتماعي ؟ لا ، وكيف ذلك وعلامات القلق تخيفه؟
هل يبدأ بتوقع مواقف ناجحة ؟ ليس تماما .
هل يبدأ بصنع مواقف ناجحة ؟ بارك الله فيك ، هنا الإجابة .


تقول إلينور روزفلت :

" إنني أؤمن أن أي شخص يستطيع أن يهزم الخوف ؛ بأن يفعل ما يخاف منه ، بشرط أن يستمر فيه حتى يحقق سجلاً من النجاحات فيه " .

تحياتي للجميع بالتوفيق .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دورة القلق الإجتماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشروق :: الفئة الأولى :: ظواهر-
انتقل الى: