عبد الواحد الموسوي
رئيس اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
في البداية احب ان اؤكد على اهمية وجود اذاعة مركزية باللغة العربية باي شكل كان وباي مواصفات موجودة على الحد الادنى للمستمع العربي المقيم في السويد. وفي نفس الوقت اشيد باصحاب فكرة انشاء قسم عربي في الاذاعة السويدية بالبث المحلي الوطني.
كما وان هذا اللقاء يعني الاهتمام بالمستمع كجزء هام في العملية الادارية والاذاعية لتطوير وتحسين مادة وتفاصيل المادة الاذاعية وكذا النقل النوعي للقسم العربي وفق ما يقترحه المستمع وضمن الامكانيات الحقيقية وليس المتاحة !
ان مداخلتي مبنية من اساس تعبيري عن مجموعة عرقية اي رأي عام ، وكذلك بكوني صحفي ممتهن ومزاول للمهنة .
هنالك نوعان من الارسال الاذاعي الذي يوجهه اعلام الدول
اولهما : ارسال بلغة معينة لمجموعة معينة داخل التراب الوطني
والثانية : ارسال بلغة معينة لمجموعة معينة خارج التراب الوطني
ولكل واحدة منها مواصفات اعلامية تختلف في موضوعها وهدفها عن الاخرى بما لا تبتعد عن الهدف الاعلامي الثابت للحالتين.
والقسم العربي الذي نحن بصدده يدخل في مضمار النوع الاول، اي الموجه الى مجموعة داخل السويد ، ولكن في حقيقة الامر ان نوعية برامجه تأخذ صفة التوجه الى مجموعة خارج السويد ، وهنا يكمن الخلل الاول.
- ان محور برنامج القسم العربي هو ترجمة الاخبار من لغات مختلفة اغلبها من اللغة السويدية الى اللغة العربية ، اعداد تقارير اذاعية في الاغلب ذات طابع اخباري او سياسي، متابعات اخبارية، مراسلات اذاعية سياسية في الغالب، ثم النسبة الاقل من الفترة للمحاور الثقافية والاجتماعية والرياضية والعرقية-الاثنية ان توفرت.
اولا : ان هذا النوع من البرامج ينسجم اكثر اذا كان البث موجه الى الخارج على الموجة القصيرة.
ثانيا : انه يصح اذا كان البث يوميا وبساعات بث طويلة وليس بهذا القصر
ثالثا : ان البرنامج تحول من برنامج عام الى برنامج يحمل طابعا اخباريا وسياسيا بالدرجة الاولى
رابعا : ان البرنامج لايقدم ولايسبق الخبر في وقت يوجد فيه المستمع العربي وهو يشاهد الخبر عبر الفضائيات العربية المتيسرة للجميع عن طريق الكابل او الهوائيات.
خامسا : ان القسم يفتقر الى مراسلين خاصين داخل السويد ، فهو يتجه الى مراسلين خارج السويد.
سادسا : ومع ان ساعات البث قد زيدت ولكن هذا لاينسجم مع حجم الجالية العربية الموجودة في السويد ، فعلى مستوانا فقط نحن العراقيين البالغين 40000 شخص تقريبا ، لهو مثال واضح عن حجم المتلقين .
سابعا : ولما كانت مواضيع برنامج القسم العربي هو من اجتهاد العاملين فيه ، فانه يفتقر الى الروح القومية المرتبطة باهمية الحدث والتفكير القومي ، او حتى الحيادية في صيغة الموضوع الاعلامي ، فهو في غالب الاحيان لايلبي حاجة المستمع او انه ينحاز بعيدا عن حياد الموقف السويدي من القضايا العربية ، وهذا يعني اكثر ما يعني ان العاملين في هذا القسم ليسوا من اصول قومية عربية بل ناطقين العربية ليس اكثر.
ثامنا : اذا كان البرنامج يعبر عن السياسة الاعلامية السويدية، فاننا لا نلاحظ انعكاس السياسة السويدية تجاه المهاجرين ، فلا نجد توجه للبرنامج يدعم سياسة الاندماج او ان تقدم برامج تعزز سياسة الاندماج.
ما الذي يمكن ان يؤديه برنامج "المجلة" لتفي بمواصفات اذاعة محلية وطنية بلغة جالية مقيمة في السويد:
1- نحن كمستمعين، بحاجة الى الخبر الوطني السويدي اكثر من الاخبار الاخرى التي نستمع لها او نشاهدها يوميا وعبر الفضائيات، التي لايمكن لاحد ان يدعي انها غير متاحة، فبالتقريب القليل جدا من العرب لايملكون بارابولا.
2- نحن بحاجة الى الخبر الذي يعبر عن وجهة نظر الادارة السويدية حول القضايا العربية وليس مواقف الدول الاخرى.
3- نحن بحاجة الى ان نتعرف على نشاطات الجالية ارتباطا بموقعها وهي تمثل جزءا من راي عام سويدي مؤثر في المجتمع ومتاثر به ضمن مادة الاندماج بالمجتمع ، والذي من المفترض ان تلعب الاذاعة الدور الملموس لتفعيل سياسة الاندماج وخلق راي عام عربي في هذا المضمار ، لا ان يتجه العاملون في القسم العربي الى اسهل عمل الا وهو ترجمة الاخبار والاتصال بالمراسلين من الخارج وعدم التفكير نهائيا بما هو اولي واساسي في مجتمعنا السويدي اليوم الا وهو الاندماج.
4- اننا لانعرف بعضنا البعض ولا نعرف ما الذي ينشط به ابناء قوميتنا في المدن السويدية ولا نعرف شخصياتنا الثقافية او الاكاديمية او المبدعين المميزين او المساهمين في المجتمع او المؤثرين في القرار او ... لعدم توجه الاذاعة الى هؤلاء ولعدم وجود مراسلين داخليين يتابعون هذه المواضيع التي هي من جل اختصاص اذاعة داخلية.
5- ان الاذاعة لم تقدم لحد الان دور الجمعيات العربية في المجتمع وبين الجالية وكأن ذلك من اختصاص دائرة الهجرة فقط ، وما اكثر نشاطات العرب التي تقوم بها ويوميا، فعلى مستوى فقط الجمعيات العراقية لاتحادنا فان هناك على الاقل نشاطين او ثلاث، تقافي او اجتماعي او سياسي كل اسبوع ، فكيف الجمعيات العربية الاخرى.
6- يجب ان يكون هناك سبب للاستماع الى اي برنامج ، وعلى القسم العربي ان يجد هذا السبب وان يكون بديلا مميزا لا مجتراً لمحطات وبرامج ونماذج اخرى متوفرة يوميا . وعلى العاملين في القسم ان ينظروا اليه من مبدا قومي عرقي لا على انه منصب عمل وفقط ، وهذا يتطلب قناعة قومية وليس امتهان قومي، فاننا نرى ان يضم القسم العربي صحفيين عرب وليس أكراد او سريان او أرمن وهذا الطرح لاينقص من امكانية او قدرات الاخوة مهنيا ولاكن بالضرورة ان العاملين من غير العرب يفكرون بعيدا عن تفكيرنا ويقدرون بعيدا عن حاجتنا ، اذا لم نقل يتعارضون ويتناقضون في بعض الاحيان بين قومياتهم وقوميتنا.
7- نحن بحاجة الة برنامج عربي يقربنا الى المجتمع السويدي ويعرفنا بقوانين وعلاقة الدول والمجتمع بنا ويكون جسرا ينقل افكارنا ونشاطنا الى المجتمع والادارة السويدية من خلال ترجمة المادة الاذاعية العربية الى اللغة السويدية بشكل خلاصة ليقدمها الى الادارة السويدية كعمل تكاملي ثنائي الجانب للتعرف عن كثب. وهذا يتطلب:
- زيادة فترات البث وعددها بما ينسجم مع عدد الجالية وعدد البلدان العربية.
- الاتجاه الى برنامج يعتمد المادة الداخلية وليس المادة الخارجية .
- ندعو الى التفكير في انشاء محطة عربية تبث للخارج على موجة قصيرة.
- زيادة عدد العاملين في القسم العربي من الصحفيين والمراسلين الداخليين من اصول قومية عربية وكذلك من سويديين مستعربين.
- الاهتمام الجدي بالجالية وجمعياتها الاجتماعية وعدم تجاهلها، فان تجاهلها يعني اذاعة بدون مستمعين.
.
الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:14 pm