الشروق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشروق

تأسيس ثقافة عملية متوازنة مع طبيعة الحياة الجديدة للمغترب العربي مع المحافظة على الهوية الثقافية واستعادة الثقة وتدعيمها للخلق والابداع وازالة الضبابية عن عيون ابناء الجالية العربية من اجل التنوير والتحليل والدعم المعرفي بكل جوانب الحياة في السويد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأة العراقية في السويد، تحديات التواصل في بيئة مغايرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Helme Alsaade
Admin
Helme Alsaade


المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 14/10/2009

المرأة العراقية في السويد، تحديات التواصل في بيئة مغايرة Empty
مُساهمةموضوع: المرأة العراقية في السويد، تحديات التواصل في بيئة مغايرة   المرأة العراقية في السويد، تحديات التواصل في بيئة مغايرة Emptyالأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:06 pm

ليس وضع المرأة العراقية في السويد كوضعها في بلدها، بل ان سلسلة من التغيرات تحيط عالمها الخاص ومحيطها الاجتماعي" هذا ما يقوله باحث اجتماعي ناشط في مجال اللاجئين بالسويد بشان الواقع الذي تعيشه الكثير من النساء العراقيات اللواتي وجدن أنفسهن في بيئة مغايرة تفرض ضرورات التواصل معها تحديات متنوعة.ويصف الباحث ربيع فاخر، (54) عاماً، للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) تلك التغيرات بأنها تتحدد وفقاً للصفات التي تتمتع بها المرأة وقابليتها الفكرية واستعدادها للتأقلم مع مجتمع مغاير تماماً للمجتمع الذي نشأت فيه.

وأضاف انه "يصعب الأمر بالنسبة للعائلات التي لديها عدد من الأبناء، إذ ان المتغيرات الحياتية والبيئة المختلفة ستلامس حياة الأبناء بشكل مباشر وعلى المرأة الأم أن تكون واعية بالقدر الممكن لتلك التغيرات والأهم أن تكون لديها القدرة على مواكبتها وعدم ترك الأبناء يتحملون العبء وحدهم." وبين ان "نمط حياة المرأة العراقية يختلف عن نظيرتها السويدية إلى الحد الذي يتطلب فيه من المرأة العراقية، أو المرأة الشرق الأوسطية على وجه العموم، بذل الجهود في سبيل إدراك المتغيرات الحياتية والبيئية التي ستعيشها مع عائلتها وعدم إغفالها أو تغاضي النظر عنها."
وعلل ذلك بقوله "لان ذلك سيزيد صعوباتها الحياتية والتركيز على النواحي الايجابية التي يمكن ان تضيفها إليها حياة الغرب إلى ما تملكه من موروث الآباء والأجداد في الوطن وبالتأكيد فيه من الجيد ما يستحق ذكره والعمل به، وعندها يمكن للمرأة الخروج بخليط متجانس مما نسجته ماكينة حياة بلدها وماكينة حياة الغرب."
ويوضح فاخر ان "الكثير من اللاجئات الشرقيات وخاصة العربيات يتأثرن بالحريات التي تمنحها السويد لمواطنيها وخاصة بما يتعلق بمجال المرأة ويصطدمن بها وتحت الضغط والكبت اللذين اعتدن عليهما في مجتمعاتهن البطريركية التي انحدرن منها يلجأن إلى اتخاذ قرارات لا ينصب البعض منها في صالح العائلة." والسويد من الدول الأوربية التي تضمن للمرأة حقوقها كاملة وتعاقب بأشد العقوبات من يتعرض لها أو يحاول اهانة كرامتها الإنسانية أو الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال. وتعتمد الحكومة السويدية في ذلك على مجموعة قوانين شرعها البرلمان السويدي تحمي فيها المرأة.
وتركز القوانين السويدية في تعاملها مع المرأة على أنها "فرد" لا يقل ولا يزيد عن "الفرد" الرجل وعليه فأن للرجال والنساء في السويد الحقوق نفسها، كما يمنع تعدد الزوجات، وللمرأة نفس حقوق الرجل في اتخاذ القرارات ضمن العائلة، ويمنع القانون السويدي "ضرب" أو "تهديد" أو "تعنيف" المرأة والرجل بشكل قاطع.
تقول الباحثة الاجتماعية الناشطة في مجال المرأة سوزان يعقوب، (47) عاماً، لـ (أصوات العراق) ان "الواقع الاجتماعي والقانوني والديني الذي تعيشه المرأة في مجتمعنا العراقي يجعلها دائما في موقع الضعيف الذي لا يقوى على العيش بمفرده دون وجود من يدعمه في المجتمع." وترى ان المجتمعات البطريركية (الرجولية) تخلق حاجزا بين النساء وبين مجتمعاتهن وتجعلهن غير قادرات على الإنتاج والإبداع مما يؤثر على إنتاجية المرأة في بيتها ومجتمعها.
والكثير من النساء العراقيات اللواتي وصلن إلى السويد استطعن قطع أشواط مهمة في الدراسة والحصول على عمل في هذا البلد المعروف عنه قلة فرص العمل المتوفرة أمام اللاجئين واختلاف نوعية الأعمال التي تتطلبها سوق العمل بينما اكتفى عدد منهن بنسخ حياتهن في العراق وتحويلها إلى السويد مما آثر بشكل واضح في تكيفهن مع المجتمع والولوج في نظامه الدقيق.
جنان حاتم (39) عاماً وهي عراقية وصلت السويد قبل تسعة أعوام وتعمل الآن كطبيبة في إحدى المراكز الصحية بمدينة "اسكلستونا" السويدية، تقول ان "الصعوبات "الخانقة" التي أحسستها في بداية وصولي للسويد خفت عندما أدركت ضرورة دخول المجتمع وتعلم اللغة السويدية". وتوضح الباحثة الاجتماعية سوزان ان "محاولة نسخ الصورة التقليدية لنمط حياة المجتمعات التي انحدرنا منها والسير وفقها يؤخر كثيراً من تعود المرأة على نمط حياتها الجديد ويمنع عنها التواصل مع أبنائها الذين بالتأكيد سيتأثرون كثيراً بالبيئة الجديدة خاصة ان كانوا في مراحل دراستهم الأولية". وتؤكد ان "احترام ثقافات وعادات الشعوب المغايرة لعاداتنا وتقاليدنا لا يعني بالضرورة العمل بها" قدر ما يعني "إدراك الفروقات بين المجتمعات ومحاولة التكيف وفق المتغيرات بالشكل الذي لا يؤثر فيه على بناء الأسرة وفقاً للنهج السلوكي الذي اعتادت عليه".
بروين شيخو، (35) عاماً، وهي امرأة كردية قادمة من محافظة أربيل غير قادرة حتى الآن على الخروج وحدها إلى السوق أو التبضع لعائلتها رغم أنها في السويد منذ العام 1995 ! وتتحدث بروين لـ (أصوات العراق) أنها ومنذ وصولها الى السويد مع زوجها انشغلت بإنجاب الأطفال ولها منهم الآن خمسة (ثلاث بنات وصبيين) وان الوقت لم يسعفها في التعلم والدراسة وإنها كلما كانت تبدأ الدراسة بشهر أو شهرين تنقطع عنها بسبب الحمل وتربية الأطفال والاهتمام بشؤون المنزل.
وتكشف بروين كيف ان حاجز اللغة منعها من التواصل مع أبنائها الخمسة وساهم في تقليل "الانسجام" بين الأم وأبنائها، كما حّرمها من متابعة دراستهم في المدرسة وحضور الاجتماعات التي تعقد بين الحين والأخر لذوي الطلبة في المدارس السويدية. صعوبات الحياة في السويد تبدأ منذ اللحظة الأولى لوصول الفرد إليها.
فاللغة والثقافة والتقاليد والعادات والمناخ والبيئة الجديدة للمهاجر تجعله على المحك فهو أما أن يقتحم الحياة ويتعلمها ويتجاوز صعوباتها أو ان يبقى على حاله ساكناً، يعيش عالمه السابق الخاص الذي لا يقوى على الانسلاخ منه عندها تصبح عملية "التكيف" أصعب بكثير مما كانت عليه في الأول. ورغم ان الكثير من الأمور الخدمية التي نفتقر إليها في العراق تجدها المرأة في السويد بكل سهولة ويسر غير ان مسؤولياتها رغم ذلك تتضاعف، فالأبناء يحتاجون إلى وقت ومتابعة مضاعفين وهي تبدأ نهارها بسوقهم إلى الحضانة أو المدرسة ثم عليها الذهاب إلى العمل أو المدرسة لتعلم اللغة بالإضافة إلى مسؤوليات البيت الأخرى التي تزداد بغياب الرجل بسبب قضائه ثلث اليوم (بأقل تقدير) في العمل.
ويستوجب على الأمهات العراقيات القادمات إلى السويد محاولة تعلم اللغة السويدية قدر استطاعتهن فأطفالهن قد يواجهن مشاكل في المدارس السويدية نظراً لاختلاف الأنظمة التدريسية التي تعتمدها السويد في مدارسها ولحداثة لغة التعليم على القادمين الجدد، وعلى المرأة "الأم" في السويد التواصل قدر الإمكان مع أبنائها، وتركهم وسط البيئة الجديدة دون رقيب آمر لن تحمد عقباه.
تقول أم فرات، (37) عاماً، وهي عراقية لديها من الأبناء "فرات" ذو العشرة أعوام و"حنين" ذو السبعة أعوام أنها تجد مصاعب كبيرة في تربية أبنائها، وان الأسلوب الذي كانت تتبعه في تربيتهم وتوجيههم سابقاً في العراق لم يعد نافعاً الآن. وتوضح أم فرات لـ (أصوات العراق) ان "موضوع تربية الأطفال وتوجيهم في السويد شاق جداً" خاصة على العوائل المنحدرة من أصول بعيدة عن ثقافات الغرب وطبائعه.
وتستطرد قائلة: "الحياة في السويد تختلف كثيراً بالنسبة للأطفال عنها في العراق، المغريات كثيرة، والأطفال يعاملون مثل الفراشات بنعومة ولطف كبيرين، ثم ان لهجة الأطفال بالحديث مع الوالدين تأخذ نهجاً آخر فهم يكتفون عن ان يكونوا مستمعين فقط بل يحاججون بقوة ويحتاجون إلى إقناعهم بضرورة فعل ما يُطلب منهم".
وتجد أم فرات ان تربية الأطفال في السويد "مشكلة بحد ذاتها" وان تأثيرها الأكبر يقع على الأم التي عليها "أعادة النظر بالأساليب التي تربت هي بها" وان تنظر للمستجدات الحياتية من حولها على أنه أمر واقع "لا يمكن التملص منه" أو "تجاهله" فـ "المواجهة" ستحسم القضية وتمنح الحياة الاستمرارية. ولأن اللاجئين في السويد وفي معظم الدول الأوربية لا يتحكمون في اختيار مناطق سكناهم، وإنما يتحدد بالعمل ومتوسط دخل العائلة وتقاليدها وعاداتها الاجتماعية، فأن الكثير من العوائل العراقية القادمة إلى السويد تفضل السكن قريبة من الأهل والأصدقاء الموجودين قبلهم في السويد كما ان الشروط التي يجب ان تتوفر في المستأجر في بعض المناطق السويدية تجعل من "الحلم" السكن في المناطق التي يسكنها السويديين.. والسكن قريباً من أهل البلد يؤثر على سرعة تعلم اللغة مما يؤخر عملية الاندماج.








هذا الخبر من موقع مرافىء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة العراقية في السويد، تحديات التواصل في بيئة مغايرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الديمقراطية : فى السويد
» المجتمع والناس فى السويد
» الاقتصاد والسياسة فى السويد
» ماذا تعرف عن السويد
» جمعية اصحاب الشركات من الاجانب في السويد (IFS)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشروق :: الفئة الأولى :: نشاطات-
انتقل الى: